?>

جذور سوسية

“سوس ، مهد العلم و العصامية و التضامن”

أنا فخور بجذوري ومتطلع لإنسانيتي الكونية الواسعة بنفس العزيمة والإرادة والانتماء القوي.

إقليم تيزنيت يشكل الواجهة الجنوبية الغربية لجهة سوس ماسة درعه.

وتعتبر هذه المنطقة رائدة في تشغيل القيم التضامنية وإعطائها مدلولا تنمويا، بحيث أنشئت الطرق ومدت المسالك وتحققت التجهيزات المائية والكهربائية وبنيت المدارس. كل هذا تم بمشاركة السكان والفاعلين السياسيين والاقتصاديين، وتلبية لنداء الواجب وبدون رياء، من أجل خدمة الساكنة التي هي جوهر المصلحة العامة وترسيخ قيم التضامن، التي تعتبر قيما مركزة وداعمة في أخلاقنا وفي تصرفاتنا وسلوكنا المجتمعي. فلم يقتصر هذا العمل التضامني على الجانب التجهيزي فقط، بل كان دائما يرتبط بقيم الحضارة الإنسانية، وفي مقدمتها التربية والعلم ونشر المعرفة، بحيث بنيت المدارس والمساجد، ويتوفر إقليمنا اليوم على ما يزيد عن 65 مدرسة عتيقة، يتابع فيها ما يناهز 1500 طالبا دراستهم وتسير وتمول من طرف المحسنين والسكان. فهذه المدارس التي تخرج منها منذ القدم كبار العلماء، من عائلة الحضيكيين والتمنارتيين والكشتميين والإفرانيين (و من أشهرهم العلامة محمد المختار السوسي)، دلالة على أن هذه المنطقة تحب العلم وتتبنى العلماء.

و منطقة سوس أحد المراكز التي تتدفق عليها تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج. لكن الهجرة ليست فقط موردا للعملة الصعبة، بل هي أداة تنموية فاعلة. ولا يمكن تعبئة الهجرة ومواردها بكامل مقوماتها السوسيو اقتصادية والمالية في التنمية المحلية إلا بتحقيق الحد الأدنى في مجال الاستقبال والتوجيه والتأطير والتجهيز، ووضع المهاجر في مناخ يستشعر فيه حريته وقوته في المشاركة والإبداع والاقتراح.

 

فسكان سوس بفطرتهم يهاجرون. وتبقى لديهم خصائص ومميزات منها العصامية وتقديس العمل وقوة المبادرة والمغامرة والادخار والصدق في المعاملة والوفاء للوطن وللأصل وعشق العودة إلى البلد وصلة الرحم، مهما بعدت مساحة بلد الاستقبال عن الوطن الأم.

وقد جعلت الظروف الطبيعية القاسية للمنطقة، سكان سوس حريصين على الموارد وعلى ترشيدها واستغلالها بعقلانية وايجابية وتبصر.

فظاهرة أكودار مثلا (جمع أكادير بمعنى المخازن الجماعية) نموذج من علامات التضامن الإجتماعي بهذه المنطقة، وحرص على تفعيل المثل الشعبي “احتفظ بالدرهم الأبيض لليوم الأسود”.

فإذا كان لهذه المنطقة السعيدة من بلادنا كنز تفتخر به، فهو العنصر البشري، الذي يعتبر من العناصر الفاعلة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهذا الكنز يجب توظيفه للنهوض بأشكال التضامن والرقي بها لدعم كل النوايا الحسنة لينبثق عن كل هذه الطاقات الخلاقة منجزات ملموسة في معركتنا ضد الفقر، وفي معركتنا من أجل إنصاف الإنسان ورد الاعتبار للمعرفة ونشر العلم من خلال طرح مشكل الأمية ومشكل الصحة، باعتبارهما حلقة أساسية في بناء التنمية البشرية التي هي رأسمال هذا البلد .

الموقع الرسمي للمستشار البرلماني عبداللطيف أعمو © www.ouammou.net © 2012