?>

حفل تكريم ابراهيم اللحياني وفاطمة الباز

U1
تحت شعار : ” لا تنس وداد من ترافقت معه لحظة، ولا فضل من تعلمت منه لفظة “ نظمت جمعية قدماء تلاميذ وأطر ثانوية مولاي رشيد بتيزنيت حفل تكريم للفاضلين المحترمين ابراهيم اللحياني و حرمه المصون فاطمة الباز، وذلك صبيحة يوم الأحد 26 يناير 2020 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بساحة ثانوية مولاي رشيد. وكان للبرلماني عبد اللطيف أعمو شرف إلقاء كلمة باسم البرلمانيين بالمناسبة.

السيدات والسادة أعضاء المجالس المنتخبة،

السيد ممثل المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية،

أفراد أسرتي اللحياني والباز،

السادة ممثلو الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية،

رفاق وأصدقاء ومعارف ومحبو المحتفى بهما،

السيدات والسادة الضيوف الكرام،

طلب مني المنظمون تناول الكلمة في زمن لا يتعدى 5 دقائق في هذا الحفل المبارك، وفي هاته اللحظة التكريمية التي تستوقفنا لنخلد علمين من أعلام التربية والتكوين بتيزنيت، ولنتأمل في مسار  المحتفى بهما وللوقوف عند بعض محطات من حياتهما العملية والاجتماعية.

فنحن اليوم نتواجد بأحد المؤسسات التربوية ذات الحمولة الفكرية والرمزية القوية، ومن أعرق مؤسسات مدينة تيزنيت، لنحتفي برجل تعليم أدار هذا المكان بحنكة وبصمه ببصمته وترك أثرا محمودا إبان إدارته لمؤسسة مولاي رشيد الثانوية سنوات 1974 و 1975، قبل أن يعين على رأس نيابة وزارة التربية الوطنية بتيزنيت.

وكان من حسن حظ الأستاذ ابراهيم اللحياني أن تقلد مهامه على رأس نيابة وزارة التربية الوطنية، كما تراءس المجلس البلدي  لمدينة تيزنيت ما بين 1977 و 1983 وكان كاتبا للمجلس الاقليمي لتيزنيت في مرحلة تأسيسية تميزت بإحداث عمالة إقليم تيزنيت، بما يستتبعه من هيكلة إدارية وما يتطلبه من إحداث تجهيزات ومرافق عمومية جديدة.

وأظن أن الدافع الأساسي والغاية المثلى للسي ابراهيم في هاته المرحلة، هو وعيه، بحكم تجربته وتكوينه في المرحلة الجامعية، رغبة في الدفع بمسلسل التحول الذي عرفه المغرب بعد المسيرة الخضراء، وما تمخض عنها من انفراج سياسي وظهور رغبة جادة لجميع الفرقاء السياسيين في تطوير المسار الديمقراطي وتوسيع مجال المشاركة وإعطاء الدينامية السياسية طعما جديدا.

وهو ما يتجلى في انطلاق المسلسل الديمقراطي الذي شمل مشاركة غالبية الأحزاب السياسية المكونة للمشهد السياسي.

فكان من جملة المشاريع التهييئية لانتخابات 1976 إعادة النظر في التقسيم الإداري وإحداث عدد من العمالات، وضمنها عمالة إقليم تيزنيت وصدور الظهير المنظم للجماعات المحلية.

فكان للأستاذ ابراهيم اللحياني الفضل وقتها في وضع أسس البناء الإقليمي على مستوى البنيات والموارد البشرية، فساهم بشكل كبير في إدماج الكثير من أبناء المدينة للمساهمة في إقامة هذا المشروع وتثبيته، بحكم أنه كان يحمل قبعات عديدة، بحس وطني ومحلي قل نظيره.

فتفتقت عبقريته في خضم هذه الأحداث ، فتجده فاعلا مساهما ونشيطا في عدة مجالات: فبجانب نشاطه المهني، كان بجانب ثلة من المسيرين الرياضيين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم ومالهم من أجل أن يكون للكرة السوسية والتيزنيتية صيتها وباعها، من خلال عضويته بالمكتب المسير لنادي أمل تيزنيت ما بين سنوات  1974 و 1978 ثم خلال رئاسته للنادي في سنة 1978.

كما كان فاعلا جمعويا نشيطا، خلال عقد السبعينات، حيث نشط في عدة جمعيات بتيزنيت وطاطا وتارودانت، فتراءس لجنة بناء ثانوية الحسن الثاني للتعليم الأصيل، وساهم في إحداث نادي سينمائي  بتيزنيت في سنة 1975، بجانب توليه مهمة أمين جمعية بناء معهد التعليم الأصيل بتيزنيت ثم أمين جمعية بناء مسجد السنة بتيزنيت…

فارتبط لديه النشاط المهني بالجمعوي والنقابي والسياسي، فأخلص لبلدته ولأهله في كل الواجهات.

فاختيار شعار: “لا تنس وداد من ترافقت معه لحظة، ولا فضل من تعلمت عنه لفظة” لهذا اللقاء التكريمي يجعل من هذا اليوم حقا “يوم وفاء” ولحظة اعتراف بالجميل.

أيتها السيدات، أيها السادة،

نظرا لمحدودية الزمن المخصص لهذه الشهادة، فلن استرسل طويلا في سرد أهم المحطات من المسار الأكاديمي والمهني والسياسي للمحتفى به، لأن لزملائه في العمل الذين عاشروه ورافقوه إبانها ولأقربائه الحظوة في ذلك.

لكنني سأتوقف لحظة عند بناء شخصية “القيادي” و “الريادي” وملـَكة الزعامة لدى سي ابراهيم اللحياني.

فقد انخرط اللحياني ابراهيم باكرا في العمل السياسي والنقابي، حيث كان عضوا في الشبيبة الاستقلالية ما بين 1956 و 1958. وأثناء فترة دراسته بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، كان عضوا في مكتب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ما بين 1966 و 1968 وانتخب خلال نفس الفترة رئيسا لمجلس القاطنين بالحي الجامعي بفاس في سنة 1968.

فظل طيلة فترة الستينات والسبعينات مزاوجا بين النشاط المهني والنقابي والسياسي، حيث انتخب ما بين 1960 و 1964 كاتبا اقليميا للإتحاد المغربي للشغل (U.M.T) وانتخب عضوا في المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم ما بين 1970 و 1974.

فيما انخرط فيما بعد في حزب الاتحاد الاشتراكي إلى غاية سنة 1971، تاريخ تجميده لعضويته ليتفرغ لنشاطه المهني ولعمله الميداني.

كما ولج المؤسسة التشريعية فيما بعد بانتخابه برلمانيا بمجلس النواب عن دائرة تيزنيت، وكان عضوا في فريق التجمع الوطني للأحرار، برئاسة أحمد عصمان ما بين 1993 و 1997، في فترة تميزت ببداية المسار الديمقراطي والانفراج السياسي.

هذه الفترة التي يمكن القول عنها بأنها فترة خروج المغرب من أزمة اقتصادية عميقة تتسم بالتقشف الحاد، جراء إخضاعه لمخطط التقويم الهيكلي، الذي فرض عليه خلال الثمانينات. فكان لا بد من وضع أرضية سليمة وبنيات تشريعية مؤسسة لمرحلة جديدة، تنبني على وضع هياكل لا مركزية وإنجاز إصلاحات  اقتصادية تساعد في إخراج النظام الاقتصادي من سباته.

وهو ما عجل بالتطوير النسبي للإصلاح السياسي من خلال دستور 1996 الذي جاء في وقت كان فيه البرلماني ابراهيم اللحياني عضوا فاعلا في المؤسسة التشريعية ومشاركا في أشغال لجنها.

لكن، يحلو للسيد ابراهيم اللحياني أن يقول عن مساره السياسي بأنه محظ صدفة لا غير. فهو يحب أن يقول أنه ولج المعترك السياسي رغما عنه، وما كان لطموحه السياسي أن يقوده إلى مراكز القيادة والريادة إلا إرضاءً لرغبة ساكنة مدينة تيزنيت، التي وضعته في الواجهة. وأن غايته المثلى في كل ذلك، هي خدمة المدينة التي أحبها ويحبها كثيرا.

وأن مدينته اليوم تبادله نفس التقدير، من خلال جمعية قدماء تلميذات وتلاميذ وأطر ثانوية مولاي رشيد، التي أبت إلا أن تشركنا مشكورة في هذا الحفل التكريمي.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن لجمعية قدماء تلميذات وتلاميذ وأطر ثانوية مولاي رشيد الفضل في إخراج فكرة هذا اليوم التكريمي إلى حيز الوجود. هذه السنة الحميدة التي لا شك أن أعضاء الجمعية سيكتب لهم أجرها وأجر من سار على نهجها. كما سيكتب هذا الأجر لكل الفعاليات التي ساهمت في إنجاح هذه الصبيحة، منهم المعروفون من أعضاء المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت والمجلس الإقليمي ومجلس جهة سوس ماسة، بجانب المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، ومنهم جنود الخفاء الذين تسري في عروقهم محبة التربة التيزنيتية، وما أنبتته من أعلام وفاعلين وجمعويين ومبدعين ، سواء في المجال التربوي أو الرياضي أو الفني أو العمل الإنساني التطوعي أو غيره من مجالات العطاء الأخرى.

وإذا كان لا بد من كلمة وجيزة، وبعجالة، في حق رفيقة دربه الأستاذة الفاضلة فاطمة الباز، فهي العضد الأيمن، ولن أكون مجانبا للحقيقة إذا قلت في حقها أن ” وراء كل عظيم امرأة “.

فهي كانت مربية مثالية، ونموذجا كأم وكربة بيت، وساهمت بشكل كبير في دعم الحركة النسائية التيزنيتية، بصمت ونكران ذات وبدون رياء، وبمنهجية مراعية للتقاليد المحلية دون التنكر لروح الحداثة والتطلع للمستقبل بأمل وبروح معنوية عالية.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إنها مبادرة لاستحضار فترات من حياة مدينتنا المعطاء، وما كان لهذا التألق وهذا العطاء أن يتحقق لولا نكران الذات ولولا التضحيات التي أبانت عنها العديد من الأسماء التي منحت للمدينة الشيء الكثير ولم تنل إلا اليسير، من أمثال الحاج ابراهيم اللحياني والأستاذة الفاضلة فاطمة الباز…

فلمثل هؤلاء وغيرهم نمنح في ” صبيحة الوفاء ”  هاته قلوبنا ليسكنوها آمنين مطمئنين، فإليكم ألف تحية وألف إجلال … وإلى “يوم وفاء” آخر بحول الله وقوته.

 للإطلاع على نص الكلمة بصيغة PDF أو تحميلها،(أنقر فوق العنوان أسفله)
كما نورد فيما يلي تسجيل كلمة ذ. عبد اللطيف أعمو بالمناسبة:









الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الموقع الرسمي للمستشار البرلماني عبداللطيف أعمو © www.ouammou.net © 2012