?>

المناضل عبد المجيد الدويب في ذمة الله

douieb1

تعزية في وفاة المناضل عبد المجيد الدويب

رافقنا،  بعظيم الأسى والتأثر ، زوال يوم الأحد 14 شتنبر 2014، إلى متواه الأخير بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء المناضل عبد المجيد الدويب ، أحد القادة التاريخيين لحزب التقدم و الاشتراكية وحزب التحرر و الاشتراكية والحزب الشيوعي المغربي.

لقد فقد الحقل السياسي والنقابي المغربي أحد مناضليه القدامى ليلة السبت 13 شتنبر 2014 بعد تعرض رفيقنا عبد المجيد الدويب لوعكة صحية أبعدته قصرا عن رفاقه وأصدقائه لأسابيع.

وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد السياسية والنقابية، ولمحبيه وأصدقائه، ولكل أقاربه وذويه، عن أحر التعازي وخالص عبارات المواساة مقدرا فداحة الرزء في رحيل أحد أبرز قياديي حزب التقدم والاشتراكية.

إن هذا المصاب الجلل خسارة لحزب التقدم والاشتراكية الذي فقد أحد قيدومي مناضليه الذي بصم تاريخ الحزب الشيوعي المغربي ثم حزب التحرر والاشتراكية فحزب التقدم والاشتراكية بمداد الفخر، وأبان منذ تاريخ التحاقه بالحزب وطيلة مسيرته النضالية والسياسية الطويلة عن عطاء وبذل وتضحية قل نظيره، نصرة لقضايا الوطن ودفاعا عن مصالح الشعب … مما جعل  رفاقه في حزب التقدم والاشتراكية، يبؤونه المكانة اللائقة به كعضو بمجلس رئاسة الحزب اعترافا له بما قدمه من خدمات للطبقة الشغلية ولحزبه ولوطنه.

وليس أدل على مكانته الرمزية في مسار الحزب ارتباط اسمه، رحمه الله، بانعقاد المؤتمر الوطني الثالث للحزب الشيوعي المغربي، بصفة سرية، بمنزله، وهو المنزل ذاته الذي احتضن صيف 1977 احتفال الحزب بفوز زعيمه آنذاك الرفيق علي يعته، رحمه الله، بمقعد في البرلمان إيذانا بولوج مرحلة نضالية جديدة سيكون عبد المجيد الدويب أحد ألمع قادتها.

إن هذا المصاب الجلل ليس خسارة لحزبنا فقط، بل هو خسارة للحقل النقابي ككل، حيث شغل الفقيد منصب الكاتب الوطني للمركزية النقابية “اللجان العمالية المغربية” منذ تأسيسها إلى غاية المؤتمر الوطني الثاني للمركزية النقابية المنعقد يوم الأحد 13 يونيو 2010 وعرف بتضحياته في سبيل نصرة قضايا المستضعفين وباستماتته إلى جانب الطبقة العاملة منذ ستينيات القرن الماضي.

وخسارة بلادنا جسيمة كذلك في مجال الإنتاج الفكري، حيث خسرت قلما بارزا في ميدان العمل الحزبي والسياسي أو النقابي والتربوي، حيث كان عبد المجيد ذويب معلما للأجيال وظل مدرسا طيلة مساره السياسي، فتربى على يديه جيل من المناضلين الذي حملوا مشعل الوفاء للسلف، وخير شهادة في حقه جاءت على لسان رفيقنا عبد الواحد سهيل، في مشروع مذكرات نشرت في رمضانيات جريدة” بيان اليوم” مصرحا أن ” عبد المجيد الدويب (… ) كان له تأثير كبير عليه، وربطته به صداقة كبيرة، وتعلم منه الشيء الكثير، نظرا لتقارب السن”.. فكان يتصور أن كل الرفيقات والرفاق، الأصغر سنا، الذين عايشوا فقيدنا الكبير وتعرفوا عليه عن كثب سيرددون جوهر ما قاله الأديب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي عن أستاذه الكاتب الروسي الكبير غوغول: “كلنا خرجنا من معطف غوغول” ( تعبيرا عن التأثر الكبير به ).. إذ، بهذا المعنى، ” كلنا خرجنا من معطف عبد المجيد الدويب”…

صورة بعدسة الرفيق مصطفى عديشان أثناء توديع الرفيق عبد المجيد الدوييب بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء يوم الأحد 14 شتنبر  2014

وكان الرفيق عبد المجيد الدوييب، رحمه الله، مولعا بالكتابة ونشر المعرفة بمفهومها الواسع. فكانت كتاباته بالعربية والفرنسية حول الحقل التربوي واجتهاداته الفكرية لقراءة الوضع السياسي والاجتماعي إطلالات فكرية عميقة  وجميلة وشيقة عبر صفحات جريدتي البيان بالفرنسية وبيان اليوم بالعربية أو عبر منشورات ومنابر إعلامية تقدمية مختلفة شاهدة على غزارة فكره وقوة إقناعه وحضوره .

كما عرف عنه، رحمه الله، مساهمته في الإنتاج الفكري الوطني في المجال التربوي والنقابي خلال إدارته لمجلة “قضايا تربوية” ولجريدة “عالم الشغل”.

وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة الأليمة، هذا الرصيد السياسي والفكري والإنساني،  للراحل الرفيق عبد المجيد الدويب ، الإنسان، والمناضل السياسي والنقابي  . وما كان يتميز به الفقيد من معرفة فكرية ومن خصال إنسانية عالية. نحيي فيه، رحمه الله، وفاءه للمثل العليا، ووطنيته وسمو أخلاقه. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، على ما أسدى لوطنه من خدمات جليلة، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.

 وإذ نشاطر، أقارب الفقيد ومحبيه، أحزانكم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهم أسرته السياسية والنقابية وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

عبد اللطيف أعمو

مستشار برلماني

عبد المجيد الدويب في تكريم شمعون ليفي

 









الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الموقع الرسمي للمستشار البرلماني عبداللطيف أعمو © www.ouammou.net © 2012